سيأتي اليوم الذي ستزال الغشاوة من على عينيك، وينتزع فيه الموت روحك من كل عرق بلا رأفة ولا رحمة، تذكّر اللحظة التي يغسلونك فيها ويكفنونك ويضعونك في حفرة ضيّقة ويهيلون عليك التراب ويذهبون، وتبقى وحيدًا.
وترى هناك نار جهنم تضطرم ويشتد سعيرها، وهي تنادي ربها أن يقربها منك، ستبكي وتبكي وتبكي.. وتطلب الرحمة ولكن لن يسمعك أحد؛ فهذا ما اقترفت يداك وهذا ما زرعت لنفسك ولتحصد تضييع أغلى ليالي عمرك.
ماذا ستقول لله سبحانه وتعالى عندما يسألك عن عمرك؟
كيف سترد على قدمك التي تشهد عليك وأنت تمشي للحرام؟
ماذا سترد على لسانك الذي ينطق ويقول أمام رب العالمين أنك كنت تغتاب وتكذب وتسب وتغنّي؟
كيف ستتكلم وعملك الأسود يكون حاضرًا ليفضحك، وتذكّر أن يومها لن تجدي الأعذار ولن يفيد الكذب.
آآآه.. كيف سيكون موقفك؟
أختي / أخي...
ماذا أعددت للجنة؟ سؤال يجب أن تجد له إجابة صادقة، ولابد أن تلتزم بها قبل أن يمضي عمرك وأنت تتخبط في المعاصي والذنوب، وتفوّت الصلوات وترتكب الكبائر وتعصي الله سبحانه وتعالى سرًّا وعلانية.
أختي / أخي...
استيقظ.. أنت في دنيا فانية، زائلة.
نعم سوف تموت غدًا، ولن ينفعك علاج الطبيب، ولن يفيدك بكاء الحبيب..
استيقظ يا صاحبي؛ فلن تأخذ معك أموالًا جمعتها ولن تنفعك بيوت عمرتها.. ستأخذ معك الحنط والكفن وستنتهي إلى دنيا جديدة، تصطك عليك فيها جدران قبرك، وتجد ما عملته في دنياك حاضرًا ينتظرك.. القرآن الذي هجرته والصلاة التي ضيعتها، والفقيرة التي بخلت عليها، وعمرك الذي فسقت فيه و..و.... كل شيء، ستجد كل شيء محضرًا وستشهد عليك جوارحك ولا يظلم ربك أحدًا.
اغتنم أوقاتك فأنت لا تدري فربما لا تعيش حتى اليوم القادم.. من يدري فربما تموت وأنت تقرأ كلامي هذا.
سابق إلى الطاعات وعُد إلى الله سبحانه وتعالى..
وستجده فرحًا سعيدًا بعودتك إليه..
ولا تكن ممن يُعرَضون على جهنم فيحرقون فيها.
اقرأ القرآن واجعله نورًا يضيء قبرك بعد الموت، وشاهدًا يشهد لك يوم تلقى الله.
داوم على صلاة الجماعة وتعرّف على الصحبة الطيّبة فهي التي ستثبتك على الطريق الصحيح... طريق الجنة التي تبحث عنها.
ابتعد عن فاحش القول وأذية الناس، وأحسن معاملة والديك وجارك وإخوتك، وانصح أهلك وأصحابك وادعهم إلى طريق الرشاد.
اشترِ المصاحف وأهدها للناس فتشاركم أجر قراءة القرآن.
تصدّق على الفقراء والمساكين ولا تبخل بدرهم في سبيل الله.
ضع الدراهم في صناديق الجمعيات الخيرية واحتسب الأجر عند الله.
صلّ ِ ركعتين في منتصف الليل عسى أن يغفر لك الحيُّ الذي لا ينام.
عامل الناس معاملة حسنة وفي هذا محبتهم وصدقة لله سبحانه وتعالى.
صِل رحمك الذين قطعتهم وسامح من أخطأ في حقك واستغفر لذنبك ولسائر المسلمين.
أعف لسانك عن الكذب، وعينك عن الحرام، وأذنك عن سماع الأغاني، وقلبك عن الحسد والضغينة، ويدك عن الخطيئة، وقدمك من السير إلى أماكن اللهو والفساد.
أسال الله لكم الهدى والخير.
المصدر: موقع المنبر العلمي.